مواضيع مماثلة
اغتيال العالم المصري يحي المشد
صفحة 1 من اصل 1
اغتيال العالم المصري يحي المشد
المشد.. قصة اغتيال عالم مصري
في يوم الجمعة 13 يونيه عام 1980 وفى حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثرعلى الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة.. وقد أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول!! هذاما أدت إليه التحقيقات الرسمية التي لم تستطع أن تعلن الحقيقة التي يعرفهاكل العالم العربي وهي أن الموساد وراء اغتيال المشد..
والحكاية تبدأبعد حرب يونيه 1967 عندما توقف البرنامج النووي المصري تماما، ووجد كثير منالعلماء والخبراء المصريين في هذا المجال أنفسهم مجمدين عن العمل الجاد،أو مواصلة الأبحاث في مجالهم، وبعد حرب 1973 وبسبب الظروف الاقتصاديةلسنوات الاستعداد للحرب أعطيت الأولوية لإعادة بناء المصانع، ومشروعاتالبنية الأساسية، وتخفيف المعاناة عن جماهير الشعب المصري التي تحملت سنواتمرحلة الصمود وإعادة بناء القوات المسلحة من أجل الحرب، وبالتالي لم يحظالبرنامج النووي المصري في ذلك الوقت بالاهتمام الجاد والكافي الذي يعيدبعث الحياة من جديد في مشروعاته المجمدة.
في ذلك الوقت وبالتحديد في مطلع 1975 كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاككافة أسباب القوة؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 اتفاقاً مع فرنسا للتعاونالنووي.. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري والذي يعدمن القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد علىالعرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي علىمشروعات البرنامج النووي العراقي.
النشأة والتكوين
والدكتوريحيى أمين المشد من مواليد عام 1932، قضى حياته في الإسكندرية، وتخرج فيكلية الهندسة قسم كهرباء، جامعة الإسكندرية عام 1952، بُعث إلى الاتحادالسوفيتي؛ لدراسة هندسة المفاعلات النووية عام 1956، ثم أسند إليه القيامببعض الأبحاث في قسم المفاعلات النووية بهيئة الطاقة النووية في مصر، وسافرإلى النرويج عامي 63 و1964 لعمل بعض الدراسات، ثم انضم بعد ذلك للعملكأستاذ مساعد ثم كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية.
وأشرفالدكتور المشد في فترة تدريسه بالكلية على أكثر من 30 رسالة دكتوراه، ونُشرباسمه خمسون بحثاً علميًّا، تركزت معظمها على تصميم المفاعلات النوويةومجال التحكم في المعاملات النووية، وكعادة الاغتيالات دائما ما تحاطبالتعتيم الإعلامي والسرية والشكوك المتعددة حول طريقة الاغتيال.
ملابسات الاغتيال
أول مانسبوه للمشد أن الموساد استطاع اغتياله عن طريق مومس فرنسية، إلا أنه ثبتعدم صحة هذا الكلام؛ حيث إن "ماري كلود ماجال" أو "ماري إكسبريس" كشهرتها –الشاهدة الوحيدة- وهي امرأة ليل فرنسية كانت تريد أن تقضي معه سهرة ممتعة،أكدت في شهادتها أنه رفض تمامًا مجرد التحدث معها، وأنها ظلت تقف أمامغرفته لعله يغيّر رأيه؛ حتى سمعت ضجة بالحجرة.. ثم اغتيلت أيضاً هذهالشاهدة الوحيدة.
كما تدافع عنه وبشدة زوجته "زنوبة علي الخشاني" حيثقالت: "يحيى كان رجلا محترما بكل معنى الكلمة، وأخلاقه لا يختلف عليهااثنان، ويحيى قبل أن يكون زوجي فهو ابن عمتي، تربينا سويًّا منذ الصغر؛ولذلك أنا أعلم جيدًا أخلاقه، ولم يكن له في هذه "السكك" حتى إنه لم يكنيسهر خارج المنزل، إنما كان من عمله لمنزله والعكس…".
وقيل أيضاً: إنهناك شخصاً ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق وانتظره حتى يأتي، ثم قتلهعن طريق ضربه على رأسه، وإذا كان بعض الصحفيين اليهود قد دافعوا عن الموسادقائلين: إن جهاز الموساد لا يستخدم مثل هذه الأساليب في القتل؛ فالرددائماً يأتي: ولماذا لا يكون هذا الأسلوب اتُّبع لكي تبتعد الشبهات عنالموساد؟!
ودليل ذلك أن المفاعل العراقي تم تفجيره بعد شهرين من مقتلالمشد، والغريب أيضا والمثير للشكوك أن الفرنسيين صمّموا على أن يأتي المشدبنفسه ليتسلم شحنة اليورانيوم، رغم أن هذا عمل يقوم به أي مهندس عادي كماذكر لهم في العراق بناء على رواية زوجته، إلا أنهم في العراق وثقوا فيهبعدما استطاع كشف أن شحنة اليورانيوم التي أرسلت من فرنسا غير مطابقةللمواصفات، وبالتالي أكدوا له أن سفره له أهمية كبرى.
السياسة والصداقة
الغريبأنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق؛ قاموا بعمل جنازة للراحل، ولم يحضرالجنازة أي من المسئولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة.. حيث إنالعلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقيةكامب ديفيد، وأصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعدرحيل المشد، لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق والذي صرف بناء علىأوامر من صدام حسين مدى الحياة (رغم أنه توقف بعد حرب الخليج).. ومعاش ضئيلمن الشئون الاجتماعية التي لم تراع وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير.
كماأن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغمأهميتها، ولعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهميةمقارنة بهذه الأحداث!!
وبقي ملف المشد مقفولاً، وبقيت نتيجة التحرياتأن الفاعل مجهول.. وأصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزينالذين تم تصفيتهم على يد الموساد.. وما زال المسلسل مستمراً..!!
محمودعاطف- عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى